شيشاني في السّتين يحجُّ على متن درَّاجة هوائية

 رأى المواطن الشيشاني (دزانار محمود عليّ) أُمّه في المنام تقول له: اذهب إلى الحجِّ يا محمود، قال لها: كيف يا أُمّاه؟
أجابته: لديك درّاجة والله معك .
كانت هذه الرؤيا المبرر الرئيسي الذي جعل (دزانار محمود 63 عاماً) يقرّر الذهاب بدراجته لأداء فريضة الحج، قاطعاً (12) ألف كم، عَبَرَ خلالها (13) دولة حتى وصل إلى مكة .
نصبَ خيمته أمام سفارة المملكة العربية السعودية للحصول على تأشيرة دخول للأراضي المقدسة، تعجَّب موظفو القنصلية، وظنّوا أني مختل؛ لأنّني خطّطت للذهاب إلى السعودية بالدّراجة، وبعد (18) يوماً من الإصرار منحوني التأشيرة، وواصلت رحلتي إلى الجنوب إلى أن وصلت إلى إيران، لم يكن بحوزتي تأشيرة لدخول العراق؛ لذا تعرَّض لي الجنود الأمريكيون بالضرب ودمّروا دراجتي وألقوها على الأرض بقوّة، ووصفوني بـ (خنزير روسي) قلت لهم: إنني لست روسيًّا، بل مسلماً فأخذوا منّي جواز سفري وصوَّروا علامة الصليب على غلافه .
وتم إجباره على العودة إلى إيران ليواصل رحلته إلى (جورجيا) عبر (أرمينيا) وبعدها غادر إلى (تركيا) بيد أنّ تعرُّضهُ لهجوم من ذئبين في أحد الجبال التركية؛ كان أكبر المصاعب -في رحلته- التي تغلّب عليها بفضل الله عز وجل بإرادته القويّة وبصبره وبدعائه الله أنْ يحقق أُمنيتهُ بتأدية فريضة الحجِّ .
وكان إذا غلبه النُّعاس؛ يفترش الأرض متوجهاً إلى القبلة، حتى إذا ما جاءته المنية؛ مات على نيّته، وبقي مرّة لمدَّة ثلاثة أيام دون طعام مُكتفياً بالماء، رغم قيام كلّ الأشخاص الذين قابلهم في رحلته بمساعدته، ولكن رحمة الله واسعة حيث منَّ عليه بحبة جوز سقطت من فم طائر؛ وجدها ألذّ وجبة في حياته، وأكثرها إشباعاً على الإطلاق، في حين رفض أي مساعدة مالية من أحد طلباً لمرضاة الله عز وجلَّ .
ثم وصل إلى سوريا ثم الأردن، وأخيراً وصل إلى المملكة السعودية لأداء الحجِّ، في رحلة قطع خلالها المسِنُّ الشيشاني (دزانار) (12) ألف كم بدلاً (5) آلاف كم، وهي المسافة بين مكة المكرمة ومدينة (جروزني).
وما أنْ نزل الأراضي المقدسة؛ نسيَ عناءَ السَّفر، وانشغلَ بروحانيات الأراضي المقدسة .
وقال لوكالة الأنباء الفرنسية: سألتُ الله المغفرة لأمّي ولعائلتي، والحريّة لبلدي الشيشان .