كما تلاحظون في عنوان المقال إخترت مسمى " نحارين" ، وليس " قطاعين أو قاطعين ".
لكي
لا أقع بالمغالطة واخالف الشرع والدين ، بمفهوم القطع ، وهو ضرب العنق
ضربة واحدة كما أخبرنا سبحانه وتعالى في قوله { ﻓَﺈِﺫﺍ ﻟَﻘِﻴﺘُﻢُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻓَﻀَﺮْﺏَ ﺍﻟﺮِّﻗَﺎﺏِ } ، فضرب يقصد بها في هذه الآية "قطع بحد
السيف " والعلم لله .
ولكن ما يحدث في بلادنا العربية من جماعات فاسدة
من أمتنا الإسلامية وهو نحر عنق العدو وهو ما لا يجوز شرعا ، وخاصة إن كان
أسير حرب .
لقول رسولنا الكريم ( ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠﻪَ ﻛَﺘَﺐَ ﺍﻟْﺈِﺣْﺴَﺎﻥَ
ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ، ﻓَﺈِﺫَﺍ ﻗَﺘَﻠْﺘُﻢْ ﻓَﺄَﺣْﺴِﻨُﻮﺍ ﺍﻟْﻘِﺘْﻠَﺔَ، ﻭَﺇِﺫَﺍ
ﺫَﺑَﺤْﺘُﻢْ ﻓَﺄَﺣْﺴِﻨُﻮﺍ ﺍﻟﺬَّﺑْﺢَ، ﻭَﻟْﻴُﺤِﺪَّ ﺃَﺣَﺪُﻛُﻢْ ﺷَﻔْﺮَﺗَﻪُ،
ﻭَﻟْﻴُﺮِﺡْ ﺫَﺑِﻴﺤَﺘَﻪُ).
النحر يختلف كليا عن القطع ، كما وضحنا سابقا
القطع شرعا يكون بحد السيف، لقول ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ " ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ: " ﺍﻟْﻘَﺘْﻞُ
ﺍﻟْﻤَﺸْﺮُﻭﻉُ : ﻫُﻮَ ﺿَﺮْﺏُ ﺍﻟﺮَّﻗَﺒَﺔِ ﺑِﺎﻟﺴَّﻴْﻒِ ﻭَﻧَﺤْﻮِﻩِ؛ ﻟِﺄَﻥَّ
ﺫَﻟِﻚَ ﺃَﺭْﻭَﺡُ ﺃَﻧْﻮَﺍﻉِ ﺍﻟْﻘَﺘْﻞِ " ، أما النحر فلا يجوز الا مع الدواب
أعزكم الله ، وله كذلك شروط عند النحر رأفة في الحيوان ، فما بالكم بنحر
أسير الحرب .
نعلم جميعا بأن بلاد الكفر منذ زمن الرسول وحتى زماننا هذا
وهم يحاربون الإسلام بشتى الطرق والوسائل البشعة المتوافرة لديهم، ولكن لم
يخطر على قلب أي إنسان مسلم ، بأن بلاد الكفر هم وراء ما يحدث في بلاد
المسلمين من قتل وذبح بعضنا البعض .
من خلال تفرقت المسلمين تحت مسمى طوائف أو أحزاب أو أنظمة أو غير ذلك .
إن
ما يحدث من قتل المسلمين بعضهم البعض بصور بشعة تخالف الشرع والدين ، ما
هو إلا إيصال الصورة السيئة عن المسلمين وعقيدتهم إلى العالم لكي يحقدوا
على الإسلام ويحاربوه، في الوقت الذي نشهد سنويا دخول العديد من شعوب الغرب
الأوروبي إلى الإسلام ، فهذه تعتبر من وجهة نظري ورقة مربحة لبلاد الكفر
لكي يوصلوا لشعوبهم وحشية وعنجهية المسلمين ، واقولها وانا واثق من قولي
بأنهم بالفعل نجحوا بهذا بغباء من أنظمتنا العربية وشعوبها للأسف الشديد .
ما يحدث من قتل في بلادنا العربية ليس معناه أن نخرج من نسق الرحمة والغفران والمسامحة والمودة التي هي أساس عقيدتنا الإسلامية .
حالات
قطع الأعناق زمن الرسول ومن بعده أصحابه ومن بعدهم الخلافات الإسلامية ،
كانت حالات نادرة جدا ولأسباب محددة ، وكانت لعبر كذلك .
وكان قطع الأعناق بزمانهم له شروط وأسس يقام عليها، ليس كما نشهده اليوم .
قرأت العديد من فتاوي لبعض الشيوخ عندما تصفحة عدد من المواقع ، تفاجأت بأنهم يشجعون المجاهدين على قطع أعناق الكافرين.
ولكن ما نشاهده ليس قطع وإنما نحر كما ينحر الدواب، وليسوا بكفار وإنما مسلمين ، هنا تكمن المشكلة عندما يفتي شيوخنا .
مع العلم بوجود أكثر من 900 ألف عالم مسلم ،لم نسمع فتوى شرعية بخصوص الطريقة التي يتصرف بها المجاهدون بنحر أعناق أسرى الحرب .
بالقانون الدولي يحرم تعذيب أسرى الحرب ، فما بالكم بنحر أعناقهم وتتم للأسف الشديد على أيدي مجاهدينا .
وآخر
الحديث بأن الإسلام دين رحمة ومعاملة ، وليس دين قساوة ، أتمنى من علمائنا
المسلمين أن يصدروا فتوى شرعية بخصوص القتل الذي يحدث في بلاد المسلمين
حفاظا على صورة الإسلام الحقيقي ، ولا ننسى قول حبيبنا محمد عليه أفضل
الصلاة والتسليم عندما قال " ﻷﻥ ﺗﻬﺪﻡ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺣﺠﺮﺍً ﺣﺠﺮﺍً ﺃﻫﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻕ ﺩﻡ ﺍﻣﺮﺉ ﻣﺴﻠﻢ ".
ﻭﻗَﺎﻝَ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ : (
ﺇِﻥَّ ﺃَﻋَﻒًّ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻗِﺘْﻠَﺔً : ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟْﺈِﻳﻤَﺎﻥِ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ،
ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ .
ﺃﻱ : ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺣﻤﺔً ﻭﺇﺣﺴﺎﻧًﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ.
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق