لا
يغفل عن أي عاقل فلسطيني من مسؤولين وساسة عن الوضع المعيشي السيء للغاية
الذي يعيشه سكان قطاع غزة على مدار أكثر من عقد من الزمن ، بسبب الإنقسام
الفلسطيني وتبعياته وعقوبات السلطة الوطنية الفلسطينية من جهة ، والحصار
الإسرائيلي من جهة أخرى ، مما زاد من سوء الوضع المعيشي لسكان قطاع غزة
أكثر من أن يتصوره أي عقل إنسان ، ممن جربوا معنى المعاناة و الألم والأسى
والتشرد والحروب والظلم والاضطهاد والموت والتسول والفقر المدقع وغير ذلك
الكثير .
باختصار أصبح الوضع لا يختلف إطلاقا عن المجاعات التي تحدث
في بعض دول القارة الأفريقية و الدول التي تتعرض للكوارث الطبيعية والحروب
المهلكة والطاحنة .
ورغم كل ما ذكرناه إلا أن المعاناة تشمل جميع أطياف
وطبقات الشعب في قطاع غزة ، إلا أنها تختلف بنسب مئوية من ناحية المستوى
المعيشي و الدخل من طبقة لطبقة ومن شريحة لشريحة .
سأركز في مقالي هذا
عن شريحة ظلمة ظلما كبيرا ، ألا وهم شريحة الخريجين و الخريجات من أبناء
الجامعات الفلسطينية الذين تجاوز أعدادهم عن 200 ألف خريج ، وهو عدد يمثل
شريحة واسعة جدا من شرائح المجتمع الفلسطيني داخل قطاع غزة .
أصبح يأتي
لهذه الفئة مشاريع تشغيلية مؤقته بعد طول إنتظار من معاناة وألم وظلم بحقهم
من قبل بعض المانحين والممولين ، ولكنها تأتي بمعايير وشروط مجحفه للغاية ،
تعزز من العنصرية والحقد والبغضاء لدى أفراد هذه الشريحة .
لا أريد أن
أدخل بتفاصيل عن مشاريع سابقة قامت به حكومة الأمر الواقع في قطاع غزة ، ك
مشروعي جدارة وطموح ، الذي أثبت بأنهما مشروعين فاشلين جملة وتفصيلا ،
وحكمي عليهم بهذا الفشل بسبب ما عاناه الخريجين من تأخير لصرف رواتبهم في
هذين المشروعين وعدم انصافهم كذلك لجميع الخريجين بسبب الشروط والمعايير
القبول التي وضعوها أمام الخريجين غير دخول المحسوبية والواسطة ، كما رأينا
حالة الغضب والشجب لهذين المشروعين من جموع الخريجين .
نأتي الآن
لحديثنا عن مشروع العمل مقابل المال الذي تم الإعلان عنه قبل أشهر قليلة ،
بتمويل من البنك الدولي واشراف مركز تطوير المؤسسات الأهلية وبمعايير وشروط
وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم وغيرهم من هالوزارات المشاركة في وضع
آليات تطبيق هذا المشروع على ارض الواقع ، بالطبع بمشاركة 23 مؤسسة
تقريباً ، واحتضانهم لتشغيل أكثر من 4800 خريج تحت إشرافهم .
المستهجن
من وراء هذا المشروع هو وضع معايير وشروط مجحفه وظالمة بذات الوقت أمام
قبول الالاف من الخريجين لمن سيتم فرز أسمائهم وترشيحهم للعمل في هذا
المشروع .
لا أحد ينكر إطلاقا بصعوبة الوضع المعيشي الذي نعيشه و الأعداد الكبيرة جدا من الخريجين العاطلون عن العمل .
إلا
أن هذا لا يمنعهم بأن يكونوا على قدر المسؤولية الموكله على عاتقهم في
خدمة الخريجين وانصافهم بدون أي إقصاء أو إيجاد العقبات والشروط التعجيزية
أمامهم .
للأسف الشديد ما رأيناه وشهدناه من القائمين على هذا المشروع ،
بأنهم يريدون فقط لفت الإنتباه والشهرة وتحميل الجمايل على قولت الختيارية
، بدون أي مراعاة لنفسيات الخريجين ، و إعطاء الجدية و الإهتمام
والمسؤولية الحقيقية لتخفيف المعاناة عن كاهل الخريجين .
ومن هنا أستغرب
استغراب أثار فضولي ، بأن مشروع كهذا يموله بنك دولي ، وباشراف مؤسسات
ووزارات ، إلا أنهم يفتقرون إلى العقل الإداري البناء في إدارة مشاريع
مؤقته في ظل وجود أزمات كبيرة لا يغطيها هذا المشروع بكافة جوانبه .
لنأتي الى هنا ببعض نقاط الضعف للمشروع ، و سوء إدارته بما يتوافق مع حجم الأزمة التي يعيشها الخريجين بالطريقة الصحيحة والبناءة :
أولا
: المشروع لم يأتي برؤية واضحة إطلاقا ، بل كان يختبئ خلفه العديد من نقاط
الغموض مما شتت من تفكير الخريجين طول فترة الإعلان حتى القبول .
ثانياً
: مشروع يأتي بمعايير وشروط غير منصفه إطلاقا ، ولا يجوز بإدارة الأزمات
هنا بأن نقول بأن أعداد الخريجين كبير والتمويل محدود كما يتحججون بذلك .
ثالثاً : الإفتقار إلى دراسة الواقع دراسة جدية وباهتمام ومسؤولية كذلك .
رابعاً
: حفلات التوقيع التي تقام من أجل مشاريع مؤقته لستة أشهر ، والله اعتبرها
اهانه للخريجين و تجربة شاذة لا تليق بمجتمعنا ك مجتمع متعلم ومثقف .
خامساً
: فتح باب التسجيل الإلكتروني ، مع العلم بالوضع المأساوي الذي يعيشه
الخريجين ، واعدادهم الكبيرة ، بتمويل ضئيل للغاية يخجل الإنسان أن يتحدث
عنها بوجود هذا الجيش الكبير من الخريجين .
سادسا : فرز وترشيح أعداد
كبيرة ممن لم ينطبق عليهم الشروط كما يقولون ، سلموا أوراقهم ومضوا على
تعهدات وتم استثنائهم ورفضهم من المشروع ، وهذا بحد ذاته أصاب البعض من
الخريجين بصدمة قوية وحالة اكتئاب وخيبة أمل بعد أن تفائلوا خيرا في إنقاذ
حياتهم من وحل الإحباط و الأسى .
سابعا : لماذا لم يتم تدقيق بيانات
الخريجين من قاعدة بيانات وزراة العمل و وكالة الغوث ، بدلا من التواصل مع
الخريجين وتكليفهم تعب المشقة والمواصلات ومجيئهم إلى المؤسسة المستضيفه
لهم لكي يدققوا ببياناتهم ، وهذا بحد ذاته استهتار في حالة الخريج المنهك
معنويا وماديا من سوء الوضع .
ثامنا : التشدد على المعايير والشروط لا
يدل إطلاقا عن صدق ومهنية القائمين على المشروع ، وإنما يدل على عدم
الإهتمام بمسؤولياتهم اتجاه كافة معاناة الخريجين ، واقتصروها فقط على من
ينطبق عليهم معاييرهم وشروطهم المجحفه .
تاسعا : رغم الشروط والمعايير ،
وصعوبة الوضع، إلا أنه يضل ممن تم ترشيحهم وفرز اسمائهم ومضوا على تعهدات
وتم رفضهم ، حالهم ونفسياتهم أصعب بكثير ممن لم يتم ترشيحهم من الأساس ، و
هذا بحد ذاته يضع القائمين على المشروع بأن يعيدوا النظر بخصوصهم بكل
مسؤولية واهتمام وسعة صدر ورحمة قلب .
عاشرا : إدارة مشروع كهذا يجب أن
يكون خطواته مدروسة جيدا قبل البدء به ، لكي لا نقع في جميع الأخطاء
السابقة التي ذكرتها بين طيات أسطر ما كتبته في سابق حديثي .
و أجمل هذا باختصار ، ببعض الأسطر الأخرى من الكتابة رغم الجراح والإحباط الذي أصاب أعداد كبيرة جدا من الخريجين.
-
مشروع كهذا بميزانية محدودة وعدد محدود جدا من المستفيدين لا يجوز بأن
يعلن عنه علانية على وسائل الإعلام المختلفة والسوشل ميديا ، و السماح
لأعداد كبيرة جدا بالتسجيل ، وجعلهم يتفائلوا ويعيشوا حياة الأمل بعد أن
أخذ منهم لسنوات طويلة ، وبمشروعكم ومعاييركم المجحفه تعيدوا أخذ الأمل
منهم مرة أخرى بلحظات بدون اي شعور بالرحمة والشفقة اتجاههم ..
- يفضل أن يكون المشروع من خلال وزراة العمل وو كالة الغوث ، لأنهم يمتلكون قاعدة بيانات كاملة عن الخريجين .
-
يفضل إعادة النظر بأسماء من تم فرز أسمائهم وترشيحهم للمشروع وتم رفضهم
بحجة الإلتزام بالشروط والمعايير ، وهذا خطأ من البداية لقبولهم من قبل
القائمين على المشروع ويتحملون كافة المسؤولية اتجاههم بسبب اعطائهم الأمل
وسلبه منهم بلحظات
- يفضل إنصاف الجميع من الخريجين ولا نقتصرها على فئة قليلة جدا ، لنضرب مثلا على ذلك :
لنقول بأننا نريد تشغيل عدد 3000 خريج حسب معدلاتهم ، يفضل استخدام آلية النسبة والتناسب بهيك شرط لكي نكون منصفين للجميع ...
1000 خريج من معدل 60-70%
1000 خريج من معدل 70-80%
1000 خريج من معدل 80 - 90 %
كما
يمكن تقصير فترة العقد المؤقت لفتح المجال أمام قبول أكبر عدد ممكن من
الخريجين ، بدلا من ستة أشهر وقبول 4800 خريج ، فالتكن ثلاثة أشهر وقبول
9600 خريج .
هكذا يجب أن تكون عليه آلية القبول في المشاريع المشروطه ،
لكي لا نظلم أحدا وننصف الجميع ، وهذا ما يسمى بالتخطيط والإدارة الجيدة في
ظل الأزمات .
ولن تجد لهذه السياسة حينها أي معارض من الفئات المستهدفة
لهذه المشاريع المؤقته ، وستحقق نجاحاً باهرا في تحقيقها لهدفها المرجو
منه التخفيف عن كاهل الخريجين وليس زيادة همهم واحباطهم و يأسهم .
وإليكم
بعض التظلمات التي أؤتمنت عليها لايصالها وبعض الإنتقادات ، بخصوص
هالمشروع بسبب سوء ادارتهم وتطبيقهم للمشروع بمعاييره وشروطه المجحفه :
**
مؤسسة الديمقراطيه وحقوق العاملين فى رفح اتصلو عليه وحكولي تم ترشيحك
وطلبوا الأوراق المطلوبه وفعلا قابلت فى المؤسسه وقدمت أوراقي وتممو عليهن
وحكالي وضعك تمام وكل الشروط تنطبق عليك ، عمري 31 ، ومتزوجة وعندي 4 أطفال
، ومعدلي 88 ، وما اشتغلت من قبل ، ومعي شهادة مزاولة وباقي الشروط تنطبق
عليه كلها ، وتأملت كتيرا لأنه الشخص إلا قابلني حكالي كل إلا اتصلنا عليهم
وأوراقهم سليمة راح يشتغلوا ، وللأسف رفضوني وما بعرف شو السبب ، والله
العالم قديش زعلت وإنقهرت وعيطت ونفسيتي تعبت كتير
ياااارب يرجع حقي فى البطاله يارب يارب يارب **
*
سلمت أوراقي لأربع مؤسسات وكنت لديهم اساسي ، كافي الشروط حين سلمت
الاوراق ، ولكن عند توقيع العقود تم استثنائي من جميع المؤسسات لااعلم
مالسبب *
* عدم مصداقية الجمعيات والتهرب من الاستفسارات *
* كنت في
الكشف الرئيسي ، ولم يتم اختياري رغم اني الوحيد المعيل للاسرة ومسجل لدى
برنامج الشؤون الاجتماعية وتصنيف حالتي في وكالة الغوث فقر مدقع *
** تم
فرز اسمي على مركز ابداع المعلم ، منذ 2016 لم احصل على عمل ، فكيف يتم
اختيار هذا البند بشرط لا يكون استفاد منذ عام ، مع العلم هناك اشخاص
يعملون وفق مشاريع في المؤسسات وتم اختيار اسمهم ، خيار ثاني لابد ان يكون
متزوج انتم تعلمون جيدا ان ظروف الشباب صعبة جدا لذلك ستجد ان العازب لن
ينالو الفرصة ، مع العلم انا من المسجلين في وكالة الغوث وفي وزارة التنمية
الاجتماعية ، ثالثا والاهم من كل ذلك يتم اختيار الاسماء بنظام الواسطة
هذا وبارك الله فيكم " **
** لم احصل على اي فرصة منذ تخرجي من 2015
معدلي 85.6% لماذا لم تتاح لي فرصه في مشروع المال مقابل العمل ، لماذا دعوتمونا وتكلفنا للذهاب للمؤسسة وبالنهاية لم يتم قبولنا **
*ما دام مش قابلين الطلب ليش تطلبوا اوراقنا و نمضي ع تعهد وتعطونى أمل ع الفاضي *
**
تم ارسال رسالة لي بتسليم الاوراق والامضاء علي تعهد باني لم اعمل لمدة
سنة سابقة وتم توقيع التعهد ولكن تفاجأت بانه تم رفضي وعند الاتصال على
المؤسسة تم الرد علي بانه تم رفضك بسبب تغيير مكان السكن
ملاحظة : مكان
السكن عند التسجيل كان صحيح وبعد شهر قمنا بتغيير المكان ولم نقم بعمل عقد
اجار ، وانا اطالب بالنزول ميداني والسؤال عن مكان سكني
ارجو من سيادتكم النظر إلي بعين الرحمة لاني لا املك اي عمل وانا معيل لاسرتي المكونة من امي واخواتي الاثنتين **
*تم
الاتصال بي لتسليم الاوراق الثبوتيه وبلغوني اني مرشح اساسي في مؤسسة
مجموعة غزة للثقافه والتنمية وصدمت بأنه تم استبعادي بسبب العمر فلماذا
اتصلو من البداية وكيف الممول بعت كشف باسماء المرشحين للمقابله وممنوع اي
حدا يحكي بهالموضوع حسبناا الله ونعنم الوكيل *
** انا سلمت اوراقي في
جمعية انقاذ الطفل وثم اتصلو في ووقعت العقد وبعد يومين اتصلو لغوا العقد
بحجة انو التخصص مش موافق مع المطلوب ،،، حيث تقدمت لوظفية مدرس علوم وانا
تخصصي تكنولوجيا وعلوم تطبيقية ،، وقد درست في الوكالة يومي مدرس علوم وليس
تكنولوجيا ،،،
ولمن راجعتهم كان ردهم مش التخصص المطلوب."**
**جميع الشروط بلا استثناء متوفرة لدي وقابلت كمرشح اساسي بجمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل _ رفح ( مدير حالة )
وللاسف لم يتم انصافي برغم انني مرشح اساسي وليس احتياط وجميع الشروط تنطبق على و اتحمل كافة المسؤولية عن هذا الكلام **
*
انا تم اختياري ك طبيب للعمل ضمن لجان العمل الصحي ولكن تم استثنائي وذلك
بأسباب تحججية ووهميه بأن رقم جوالي خاطئ (علما بأنه يوجد رقم جوال بديل)
ولم يستطيعوا التواصل معي واخذوا الشخص التالي لي وقمت بالتواصل معهم
واعطوني وعود بأنه لو اعتذر أحدهم سوف يتصلون بي وبالصدفه إذ بصديقي في
اليوم الثاني يعتذر لأن لديه عياده خاصة وأخبرني بذلك فقمت بالاتصال على
المدير الإداري ل لجان العمل الصحي واخبرني بانهم تم استبعادي واخد شخص آخر
ولم يتجاوب معي بل رفض حديثي معه وقال لي بس يصير شاغر بنبقى نكلمك وهكذا
تم اخد بطالتي مني عنوة.! *
هذا فقط القله القليلة من التظلمات
والانتقادات للمشروع تم انتقائهم من العديد من شكاوي وتظلمات الخريجين ،
بسبب وضع المعايير والشروط وسوء الإدارة ، والافتقار إلي الشفافية والنزاهة
كما يدعون ..
جميع تظلمات الخريجين موجودة لدي ، لمن يريد من الجهات
المختصة والمعنية للإطلاع عليها ، لعلها ترفع الغشاء عن أعينهم ، ويعلموا
علم اليقين بأن معاناة الخريجين يفوق توقعاتهم وشروطهم ومعاييرهم ، فإما
الإنصاف و مراعاة الجميع في هذه المشاريع المؤقته ، واما أن يلتزموا الصمت
ولا يطعنوا هذه الشريحة المتعلمة والمثقفة وجيل وعماد قضيتنا ، بكرامتهم
وشموخهم وعزتهم .
اللهم إني قد بلغت فاللهم فاشهد ، وما على الرسل إلا البلاغ المبين.
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق